عقد اتحاد طلبة سوريا يوم أمس مؤتمره العام الثاني الذي خاض فيه تجربة ديمقراطية فريدة لانتخابات مجلس الإدارة والهيئة الرقابية، ومن الجدير بالذكر أن اتحاد طلبة سوريا كيان طلابي نقابي يمثل الطلبة السوريين في 50 جامعة موزعة على 40 ولاية ومدينة في كل من تركيا وسوريا ولبنان وماليزيا.
تأتي أهمية هذه الانتخابات كونها أساس لنزع شرعية تمثيل صوت الطلاب من النظام المجرم إلى كافة الشباب السوري الذي يسعى إلى بناء كيان شرعي منتخب لمزاولة العملية الديمقراطية في سوريا، ويأتي المؤتمر العام الثاني بعد تجربة هي الأولى من نوعها لنقابة طلابية سوريّة وثورية.
يقول محمد السكري، الفائز بحقيبة رئاسة مجلس الإدارة والأمين العام للاتحاد، بأن "العمل الطلابي النقابي يمثل أهمية قصوى في الملف السوري، حيث كان طلبة وشباب سوريا "المثقف" حاملاً أساسياً للثورة السورية، إذ لعبت الجامعات السورية دوراً مركزياً في الاحتجاجات بهدف التغيير الديمقراطي، كما يؤمن الاتحاد بالعمل التنظيمي المؤسساتي النقابي، ولعلّ ما يميز الاتحاد ما عدا أنّه يمثل ما يقارب 17 ألف طالب في 4 دول بما في ذلك سوريا، أنّه شغل فراغات كانت متروكة لاتحاد الاستبداد".
كما يضيف السكري أنّ هذه الانتخابات أكّدت على قدرة أهم شريحة في الشعب السوري وهم "الطلبة" اختيار من يمثلهم بشكل حر وديمقراطي، مما يعكس وعياً كبيراً، كما تكمن الأهمية في الانتقال السلس بين الإدارة الماضية المتمثلة بالرئيس السابق "حمزة جنيات" إلى الإدارة الجديدة، إذ غالباً تنجح قوى الثورة في التجارب المؤسساتية الديمقراطية عند التأسيس لكنها سرعان ما تفشل في عملية الانتقال عند الدورة الثانية وهذا بحد ذاته تحدٍ كبير نجح به الاتحاد بفضل الطلبة السوريين.
يدعم المنتدى السوري، الراعي الفضي للمؤتمر العام الثاني، الحراك الطلابي السوري ليكون لهم الدور والرأي في مستقبل سوريا، كما يأمل المنتدى بتوسيع مشاركة جميع الطالبات والطلاب وتعزيز التواصل مع كافة الفئات المجتمعية للوصول إلى المزيد من الفعّالية لتمثيل صوت الشباب بأفضل الطرق.
كما يؤكد المنتدى على أهمية توفير الفرص للنشاط الطلابي ليكون بحق ممثلاً شرعياً عن فئة الشباب المتعلم، والذي سيكون له الدور الأكبر في بناء سوريا وتطوير مؤسساتها وإعادة إعمارها عمرانياً وثقافياً وحضارياً.
يقول محمد بطحيش، وهو عضو مجلس إدارة في الاتحاد وطالب في جامعة غازي عنتاب في الداخل السوري بمنطقة الباب، أن نسبة تمثيل الطلاب السوريين في الداخل المحرر بلغت %40 من مقاعد أعضاء مجلس الإدارة، مما يؤكد على نقطة مهمة نتبناها دائماً أن قواعد الاتحاد العام ومنطلقه وتوجهه الأساسي نحو الوطن الأم سوريا،
وهذا التوجه سيعزز من التمثيل الحقيقي للطلبة وإيصال صوتهم وتفعيل أدوارهم المنوطة بهم تجاه قضيتهم، بالإضافة إلى سعي الاتحاد إلى المساهمة في حل مشاكلهم العالقة منذ سنوات سواء في ملف معادلة الشهادات أو ملف الاعتراف أو ملف الأقساط والعديد من الملفات الشائكة التي تمس الطلاب السوريين.
كما يؤكد بطحيش على ضرورة المشاركة في هذا الجسم وخاصة الشباب المتواجد في الداخل السوري من خلال فتح جسور التواصل مع باقي الطلبة السوريين في كل البلدان، وتصدير قضيتهم ومواقفهم وهمومهم إلى خارج الحدود، في الاجتماعات الرسمية الدولية والمحلية وإلى صناع القرار والمؤثرين في الملف السوري.
يدعم المنتدى السوري جميع الطالبات والطلاب السوريين حول العالم الذين يسعون لتغيير واقعهم ووضع بصمتهم في مراكز صنع القرار ليكونوا جزءً أساسياً من مستقبل سوريا.