في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الشباب السوري خلال الأزمة السورية المستمرة، يأتي مخيم دُلّني التدريبي الذي يهدف إلى تمكينهم اقتصاديًا وتقنيًا من خلال برنامج تدريبي مكثف يستهدف الشباب السوريين في شمال غرب سوريا، ويسعى لتزويدهم بالمهارات التقنية والتكنولوجية الحديثة التي يحتاجونها وربطهم مع شركات وجهات خارجية لتوفير فرص التوظيف الأكيدة بعد الانتهاء من التدريب للدخول في سوق العمل والمساهمة في تطوير الاقتصاد المحلي، ومن خلال دُلَّني يتقن الشركاء المتدربين المهارات التقنية والكفاءات الأساسية للعمل مثل المثابرة والعمل الجماعي والتنمية الفكرية لتحقيق النجاح في المجال المهني.

انطلق مخيم دُلّني ببرنامج تدريبي مكثف عن أحد المواضيع المرتبطة بمجال الخدمات الرقمية، يشمل ذلك تعلم البرمجة، تطوير تطبيقات الويب والهاتف المحمول، تحليل البيانات، الذكاء الاصطناعي، وغيرها من المهارات التقنية الحديثة والمطلوبة في سوق العمل الرقمي ويستمر لمدة 3 أشهر، ومن ثم يتم المتابعة مع الشركاء المتخرجين من المخيم من خلال الإشراف المهني لربطهم مع خبراء خاضوا تجارب مشابهة لتوجيههم في الفترة المقبلة بالتزامن مع ربطهم مع شركات وجهات خارجية تعمل في مجال التكنولوجيا والابتكار حيث يتيح ذلك للشباب السوري الحصول على فرص عمل لهم لدخولهم سوق العمل وتستمر المتابعة معهم لمدة عام كامل بدءاً من التدريب.

333809079_900038174444062_3024571818237103392_n.jpg

يقول د. سنان حتاحت، المدير التنفيذي لبرنامج دُلّني: "يصب دُلّني بواحدة من توجهات المنتدى السوري للعقدية الثانية المرتبطة بالتمكين الاقتصادي وبناء فرص عمل حقيقية للسوريين خاصةً المتواجدين في الداخل السوري بهدف الحفاظ على استقلاليتهم المادية وخلق قيمة في السوق".

ويضيف: "نعمل اليوم على المواءمة بين احتياجات السوق الخارجية والمهارات المتوفرة عند الشباب في الداخل السوري وجبر هذا الفرق لتصبح المهارات مطابقة لحاجة السوق، بهدف مد جسور التواصل بين الداخل السوري والخارج والحصول على دخل مادي عالي ومصدر لإدخال العملة الأجنبية التي تعزز من اقتصاد المنطقة بشكل مباشر وتخفف العجز الاقتصادي".

تعد هذه المبادرة خطوة هامة نحو بناء مجتمع مستدام وتعزيز الاستقلالية الاقتصادية للشباب السوري، إن تزويدهم بالمهارات التقنية والتكنولوجية تمكنهم من الاستفادة من فرص العمل الحديثة المتنامية في سوق العمل، وبالتالي المساهمة في تنمية اقتصادية قوية ومستدامة في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا البرنامج في تعزيز روح الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب السوري، حيث يتيح لهم فرصة تطوير مشاريعهم الخاصة وتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس، يتم توفير الدعم الفني والاستشاري للشباب الذين يرغبون في بدء مشاريعهم الخاصة، مما يعزز روح الابتكار والمبادرة لديهم.

تقول د. حلا مجني، مدير العمليات في مشروع دلني: "نهدف في الفترة القادمة لبناء منصة خاصة بـ دُلّني تروّج لخدمات المتدربين ومن ثم إيجاد مبنى تقني في الشمال السوري يجمع كل العاملين في المجال التقني والرقمي، بالإضافة إلى فتح آفاق للمتدربين من خلال فعالية لنتحاور للتعرف على العالم من الخارج من خلال استضافة ملهمين في هذا المجال بشكل أسبوعي لنأكد أن التواجد في الداخل السوري لا يعيق من وصولهم لأماكن عمل عالمية ومستقبلاً سيكون لدينا مجتمع دُلّني الذي يجمع كل الخريجين من برنامج دُلّني".

لا نغفل أن الشباب السوري يعاني من صعوبة في الحصول على فرص عمل مناسبة بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية التي تواجه سوريا منذ سنوات، لذلك يمنحهم التدريب على البرامج التقنية مهارات عملية تجعلهم قابلين للتوظيف في قطاعات العمل التقنية المتنوعة، مما يعزز فرصهم في الحصول على وظائف جيدة ومستدامة، كما يتم تعزيز التمكين الاقتصادي لهم وتحسين مستوى معيشتهم، حيث يمكن للشباب المدربين على البرامج التقنية أن يكونوا رواد أعمال ويقوموا بإنشاء شركاتهم الناشئة ومشاريعهم الخاصة، مما يعزز النمو الاقتصادي في المجتمع.

علاوةً على ذلك؛ يساهم  التدريب على البرامج التقنية في تطوير قدرات ومهارات الشباب السوري في مجال التكنولوجيا والبرمجة، يتعلمون كيفية استخدام الأدوات والتقنيات الحديثة وحل المشكلات التقنية، مما يمكنهم من المشاركة في الابتكار والتطوير التكنولوجي، وفي ظل الأزمة السورية، يمكن أن يساهم شركاء دُلّني في عملية إعادة الإعمار والتنمية في سوريا، حيث يمكن بوجود شباب مدربين في مجال التكنولوجيا تطبيق الحلول التقنية في مختلف المجالات مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية، مما يساعد على تعزيز عملية البناء والنهوض بالمجتمع.

باختصار، تدريب الشباب السوريين على البرامج التقنية وتوظيفهم يعتبر استثمارًا مهمًا في المستقبل وبرنامج التدريب التقني والتكنولوجي هو مبادرة ملهمة تساهم في تمكين الشباب السوري في شمال غرب سوريا اقتصاديًا وتقنيًا، يمنحهم الفرصة لاكتساب المهارات اللازمة والتواصل مع الشركات وجهات العمل الخارجية للحصول على فرص عمل وتنمية مستدامة، من خلال هذا البرنامج، يتم بناء أساس قوي للشباب السوري لتحقيق نجاحهم وتحقيق مستقبل واعد لأنفسهم ولمجتمعهم.